الوجود المسيحي مبني لا على القدر بل على الرجاء والإيمان بالعناية الإلهية
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 13 مارس 2008 .
إن التعابير الشائعة بشأن "القضاء القدر"هي مفاهيم تتناقض مع النظرة المسيحية للوجود لأنها تنفي حرية الإنسان، تطفي الرجاء وتجعل الكون محكومًا من القدر الأعمى بدل أن يكون خليقة حرة ومحبوبة ترعاها العناية الإلهية.
هذا هو كنه فلسفة بويسيوس بشأن ما يعرف بالقضاء والقدر، بحسب ما عرض البابا بندكتس السادس عشر البارحة في تعليم الأربعاء.
ففي كتابه الفلسفي "تعزية الفلسفة"، الذي كتبه في السجن، يصرح بويسيوس بأنه تعلم ألا يقع في "أشراك الجبرية التي تطفئ شعلة الرجاء".
وشرح البابا أن بويسوس، عبر الرجاء الذي عاشه في السجن "يعلمنا أن ما يحكم ليس القدر، بل العناية الإلهية، وأن لهذه الأخيرة وجه".
وعليه مهما صعبت أمور العيش، ومهما ضاق فهناك دومًا فسحة للرجاء لأن الله "الخير الأعظم" هو حاضر دومًا حتى في أحلك السجون، وعليه، حتى في أكثر السجون بؤساً "نستطيع التحاور مع العناية الإلهية، لأن العناية الإلهية هي الله".
وهذه كانت خبرة بويسيس المعاشة خلال فترة سجنه حيث يذكر البابا أنه "بقيت له في السجن إمكانية الصلاة، الحوار مع ذاك الذي يخلصنا"، وقد صرح في كتاب "تعزية الفلسفة قائلاً: " قبول حالة مؤلمة كقضاء وقدر هو أمر خطير للغاية لأنه يقضي بشكل جذري على إمكانية الصلاة والرجاء بالله اللذين هما ركيزة علاقة الإنسان بالله".