السلام عليكم اعضاء ومشرفين منتديات عطر المحبة الكرام...
اليوم سنضع تحت السطور الرجل العملاق الهولندي السيد فرانك ريكارد الذي تخلى عنه النادي الكتلوني موخرآ.....
اقتربت حرب الليغا من وضع أوزارها و بدأ موسم 2007/2008 يلفظ أنفاسه الأخيرة، كما دنت ساعة توزيع الجوائز و الكؤوس على الفائزين و الأبطال، لكن بالمقابل لن يكون مصير الكثيرين من الكعكة سوى النظر و التمني، سيجرون ذيول الهزيمة و الخيبات، يتطلعون ألى غد أفضل، و أيام أكثر إشراقا و حظا، ليصبح اليوم تاريخا، والغد حاضرا، و لن تتبقى في ذاكرتنا سوى لحظات سحرية تدغدغ الوجدان، و أمسيات كروية عشنها بمرارتها أو ببهجتها تذكرنا بأسماء سجلت تاريخها بماء من دهب.
لكن هناك أسماء عديدة من الممكن أن تغادر الليغا هذه السنة و أخص بالذكر هنا مدرب فريق برشلونة السيد فرانك ريكارد، هذا المدرب ذو الأصول السورينامية و الذي صنفته الفيفا كأحسن مدرب لسنة 2006 ، و الذي بدأ عمله في الليغا منذ 2003 بعد وصول خوان لابورتا لرئاسة النادي و بإيعاز من عراب النادي الكاتلوني يوهان كرويف،جاء اللاعب المرصع بالألقاب ذو التجربة المتواضعة إلى ساحة جديدة بتحد آخر بينه و بين نفسه ليضيف لؤلؤة أخرى ألى عقد منجزاته، و بالفعل تأتى له ذلك و استطاع مع نادي برشلونة أن يتوج بخمسة ألقاب أخرى إلى خزائنه، ويبقى أهم ما ميز حقبة هذا المدرب هو النفس الجديد الذي أتى به لليغا الإسبانية، سوءا من حيث التنافس الرياضي الشريف أو الأسلوب الكروي السلس الذي استطاع به أن يجمع بين المتعة و النتائج الجيدة، رغم البداية الصعبة و العثرات التي كادت تودي برأس لم تينع بعد، لكنه و لحسن حظه و نحن كذلك معه، وجد رئيسا سانده في وقت الشدة و آمان بقدراته.
وقد تمكن هذا الرجل ذو ال 45 عاما أن يوظف أحسن توظيف و بأفضل طريقة ممكنة النجوم الذين كانوا تحت إمرته، و يكفي أن نذكر أسماء كارونالدينيو، أنيستا، ميسي، و التي بزغ نجمها في عهده بكل تأكيد، و استطاع دائما أن يقودهم بحكمة و تروي نظرا لتقارب السن، و الفلسفة التي اعتمدها كنهج خاص به للتدريب، ألا و هي، تحميل المسؤولية للاعبين و الثقة فيهم للتعامل مع مختلف المواقف التي تواجههم كمحترفين كرة قدم، طريقة تسيير مستوحاة من مدربين كبار أمثال أنشلوتي، كرويف أو هيدينك؛ أثبتت نجا عتها، لكن على المدى القصير فقط، فهي تفترض مسبقا أنك تتعامل مع نجوم يعرفون كيف يتعاملون مع هذا المعطى بشكل احترافي و على المدى الطويل.
كما تميز بشجاعته و إيمانه بطريقة 4-3-3 و التي رفض أن يتنازل عنها ألا نادرا و في مناسبات لا تكاد تعد على أطراف أصابع اليد الواحدة، رغم كل الضغوط التي تعرض لها في الأعلام الإسباني و لمرات عدة، و بالفعل فقد استطاع و بهذا الأسلوب و في موسم 2005-2006 أن يحقق 14 انتصارا متتاليا، حيث قارب الرقم القياسي لفريق دي ستيفانو ب 15 انتصارا.
لكن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فكما يقال ليس الصعب في الوصول ألى القمة، لكن الصعوبة تكمن في البقاء فيها، فكما كان الصعود تدريجيا نحو المجد، بدأ الانزلاق أل حافة الهاوية مضطردا و بسرعة أذهلت كل المتتبعين، فمن قائل انتهت دورة هذا الفريق، و آخر كثرة الإصابات و الحظ السيء، تعددت الأقاويل و التحليلات، و تبقى الحقيقة الوحيدة التي لا تحتمل التأويل هي حقيقة الأرقام، فيكفي أن نذكر أن فريق النادي الكاتلوني قد خرج خالي الوفاض من سبعة ألقاب كان ينافس عليها في موسم 2006-2007 ، من نهائيين في السوبر كوب الأوروبية، و كأس العالم للأندية.
يبقى ما يعاب على المدرب فرانك ريكارد هو عدم قدرته على الحسم في اللقاءات المهمة و في اللحظات الحرجة، حيث غالبا ما ينتهج سياسة الهروب ألى الأمام، و تكون تغيراته غير ذات جدوى، و قد رأينا و في مناسبات عدة كيف كانت تضيع المباريات بين يديه بدون أن يحرك ساكنا، و قد أبان في أكثر من مرة عن فقر في الأفكار التكتيكية و الرؤيا الشاملة للملعب، و لعل أبرز ما يلفت النظر هو الضربات الركنية في الفريق، فعلى مدى موسمين لم يتم معالجة هذه النقطة، أو تحسين مردودها، رغم كل المهارات التي كانت تحت إمرته، كما تأتي إلى الذهن تلك النقاشات التي كان ريكارد يجريها و بشكل مطول مع مساعديه، لتعبر عن ضبابية في التفكير، الشيء الذي اختفى مؤخرا، فتراجعت النتائج بشكل غريب و من الأشياء السلبية التي يؤاخذ عليها ريكارد، هو رعونته في التعامل مع لاعبيه في التدريبات و تدليلهم بشكل زائد عن الحد، و ربما يكون قد نتج عن هذا كل الإصابات التي عرقلت مسيرة الفريق طيلة السنين الأخيرة، و انخفاض مستوى اللياقة لجل اللاعبين، حتى أولائك المستقدمين من أندية أخرى فغالبا ما تتدهور حالتهم الجسمانية بعد بضعة شهور في النادي.
مهما كان فإنه بات جليا أن المدرب ريكارد فقد كثيرا من بريقه في هذا الموسم، فحتى المتعة الكروية التي أتحفنا بها كثيرا باتت شاحبة الوجه، و فقدت كثيرا من معالمها الجمالية، و الظاهر أننا على أبواب مرحلة جديدة تؤذن برحيل الربان الذي قاد السفينة الكاتلونية لخمسة سنوات، ليترك ورآه تاريخا لا يمكن تجاهله بأي حال، فدوام الحال من المحال، و من سره زمن سأته أزمان، و من الممكن جدا أن نرى غدا ريكارد مدربا للميلان. آسف على الاطالة ....
تحياتي لكم اخوكم
ashur barca