a7la_alqoshya ††مشرفـــــــة عامـــــــــة††
عدد الرسائل : 4844 العمر : 34 الموقع : كركوك الحبيبة الوسام : هوايتي : السٌّمعَة : 15 تقييم : 203 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: الدين والتحليل النفسي والسلطوية الدينية الإثنين فبراير 23, 2009 5:16 am | |
| هذه السطور هي تفسير مبسط لافكار "فروم" من خلال كتابه (الدين والتحليل النفسي)
السعادة البشرية يقول اريك فروم في بداية الفصل الاول في كتابه "الدين والتحليل النفسي" "لم يقترب الإنسان في يوم ما من تحقيق اعز أمانيهِ مثلما أقترب اليوم" فكشوفات الإنسان العلمية وانجازاتهِ التي لم تعد تحصى، هي نتاج الملايين من السنيين حتى استطاع الإنسان، ان يتفتح وان يفتح ذهنهُ، ويسخره لتنظيم قدرات المجتمع وتركيز طاقاتهِ نحو هدفٍ معين، ليخلق لنفسهِ-اي الإنسان- عالماً من القوانين الخاصة ومصير معروف مسبقا بالنتائج والتحليل والتخطيط. ويقول ايريك فروم بهذا الصدد "فأذا نظر الى ما ابدعهُ حق لهُ أن يقول أن هذا الذي ابدعه شيء حسن" .
هي سعادة جسدية ميكانيكية مفترضة يعود ويطرح فروم السؤال التالي "ماذا يستطيع أن يقول-الإنسان- اذا نظر الى نفسهِ" هل الإنسان بنظر فروم حقق حلمهِ، حلم الكمال "الإنسان" هل استطاع ان يعرف نفسهِ وذاتهِ ويحقق هيتها، هنا فروم يطرح سؤال اخر في هذا الشأن "هل يستطيع ان يكون صورة للاله ؟ برأي فروم أن الإجابة على هذا السؤال تدعو الى الحرج، والجواب هو أليم فبيمنا أستطاع البشر أن يخلقوا اشياء جميلة ورائعة، اخفقوا في الحياة الروحية التي تجتاحها الفوضى والضياع، المقرب من حالة الجنون الهستيرية.
ناقوس الإنسان الصدِء أذا"ايريك فروم" يريد ان يدق ناقوس الإنسان الممثل للسعادة التي يعيشها الأن في رأيهِ. وهذا الناقوس المصنوع من الذهب، والمرصع بالالماس من الخارج، فهو من الداخل مصنوع من الحديد، الذي اكلهُ الصدأ حتى ان هذا الناقوس لم يعد يصدر صوتا، سوى بعض الضجيج الغير مفهوم. وهذا "الإنسان" الممثل للمثالية يحاول اللجوء الى المعابد الدينية، لكي يسمع المباديء التي تدعو الى القيم الأخلاقية المثالية، من حب وإحسان ولكن مايقوم بهِ هو ترجمة خاطئة لحاجاتهِ الروحية، وعودة الى الدين بطريقة سلبية ولا تقع في خانة "الإيمان" لذلك ........
يختزل "فروم" الناس وعودتهم للدين في النقاط التالية. 1- هو هرب من شك لايُحتمل ابداً 2- القرار ليس تعبداً بل هو البحث عن الأمن المفقود والمتشتت 3- إشباع حاجتهِ –الإنسان- الغريزية وراحتهِ المادية اذا الضياع والجنون والفوضى اصبح حال الناس الذين هم في حالة تعجب غريب! من أمرهم لانهم مجرد ممثلين لامور أويتمثلون بالمُثليات في الغالب هي تكون بالعكس تماما.
الدين كمفهوم عام إعترف "فروم" أن اي مناقشة للدين من حيث "الدين" كمصطلح وكمفهوم تصطدم بحائط من التأويلات، لانهُ ببساطة الاراء كثيرة، والتصورات غير منتهية في هذا المفهوم، الذي بكل الاحوال يصعب تعميمهُ. فهناك اديان توحيدية واديان متعددة الالهة...وهلم جراً، وكلٍ قدم مفهومهِ الخاص لهذا المصطلح حسب حضارتهِ وثقافتهِ والمجتمع الذي يتطور دائما في كل مفهوم يقدمهُ أو يتفق عليهِ، فلكل فترة فحواها من المصطلحات، والمفاهيم خاصةً أن كانت دينية. فذهب "فروم" الى ان يقدم تعريفاً لهذا المفهوم، ويعمم وحاول مسك العصى التي بحوزتهِ من الوسط وهوسحب هذا المفهوم من بين المطرقة والسندان دائما، لذلك حاول "فروم" نوعا ما من تقديم تعريف بسيط للدين، الذي هو يحاول التحدث عنهُ إذ يقول: "أي مذهب للفكر والعمل تشترك فيهِ جماعة ما ويعطي للفرد إطاراً للتوجيه وموضوعاً للعبادة".
الدين كَحاجة مُلحة اذا بعد ان قدم "فروم" رأيهِ عن مفهوم "الدين" فكان لابد من تعميم هذا الدين وتحديده في مفاهيم عدة مرتبطة بالجوهر العام "الدين" فكان لابد ان يكلل هذا المفهوم وكيفية ارتباطهِ بالذات الإنسانية، التي تحتاج الى توجيه وعبادة. ومن هنا كان إستنتاج أن الوجود الإنساني، هو بحاجة عارمة الى هذه العبادة وبطاقة قوية جدا . فالإنسان ليس حراً في أختيار أن تكون له "مثل عليا" أو لاتكون لهُ لانهُ في كل الأحوال الناس هم مثاليون يحاولوون تقديم صورتهم المثالية دائما . ولكن هذه المثالية "العامة" لها ضروب مختلفة في العبادة وهذه الضروب قسمها "فروم" الى قسمين.... 1- القوة والتدمير 2- العقل والحب وهذه الضروب التي تمثل نزعة الانسان وحاجتهِ الدينية، فقد يعبد الإنسان، الحيوانات او الأشجار أو الأصنام أو الها غير منظور أو شخصا يقدسهُ أو المال . لكن في كل الأحوال الأمور لاتقف في الوسط ، يجب ان تثمر وتؤسس هذه المعتقدات، أشخاص بشقين أما الدمار أو الحب أما التسلط أو الأخاء . وهنا كل إنسان بنظر "فروم" هو صاحب الحاجة التي يطلبها من أي شيء يقبل هو أن يتسلط عليهِ . وهنا يسأل"فروم" أي نوع من الدين" هل هذا الدين "المتسلط" يساعد الإنسان على التطور أم يصيبهُ بالشلل التام؟.
الدين المتسلط وفرويد يعتقد "فروم" إن الحاجات أساسية وملحة للإنسان وهذه الحاجات هي تشكل أطارات التوجيه فهو هنا يختلف مع "فرويد" الذي يركز على الحاجات الغريزية (الجنسية والعدوانية) ويكمن الحاجة في مفهومها الاجتماعي العام
القلق العصابي وفرويد "فرويد" الذي فسر علاقة الدين (المتسلط) بالعصاب، على أنها العصاب الجماعي، أختلف معهُ "فروم" وأراد أن يعكس الفكرة على أن هذا القلق هو ناشيء من اشكال الدين، التي تنكص الى الاشكال البدائية من الفكر الديني، الذي يتصارع مع الرسميات الدينية المعترف بها. إذا الخوف الناتج عن التدين والخروج من السلوك العام أدى الى ان تنضح الحالات العصابية الى سطح الإناء وتظهر بسلبياتها ولكي نشخصها نحتاج الى معرفة وجهيها الوجه الأول هو التركيز على رؤية الظواهر العصابية أي على الأعراض والمصاعب التي تخص بالمعيشة والتي يشكلها العصاب والوجه الثاني هو اكثر سلبية فهو الفرد الذي لايستطيع تحقيق اهدافهِ الأساسية في وجودهِ "كأنسان" (كالأستقلال والقدرة على أن يكون منتجا ، وعلى يفكر ويحب) وهذا الفرد العصابي لايهم أن فشل فهو لايأبه لذلك لأنهُ ببساطة يصبح قانعا بالطعام والشراب والنوم ومزاولة عملهِ، ومقتنعا بممارسة الجنس.
إذا الإنسان بكل بساطة أن لم يستطيع توجيه طاقاتهِ نحو ذاتهِ العليا،؟ فبكل تأكيد سيوجهها نحو الأهداف الأدنى لأنه دائما –الإنسان- إن لم يملك الصورة الحقيقية لذاتهِ يشكل لنفسهِ صورة وهمية ويصقلها بحاجاتهِ ومتطلباتهِ ويتشبث بها الى أن يعتقد أنها "حقيقة" وبأصرار المتدين والقابل لأي معتقد هو يكون بحاجتهِ. لذلك يقول"فروم" الأنسان لايعيش بالخبز وحده" ويعود الى الضروبات دائما التي تحدد مثالية الأنسان الذي لايملك سوى هذه الأختيار بين ضروب تكون أما سوداء أو بيضاء...... 1- الاشكال الحسنة أو الرديئة 2- السامية أو الدنيئة 3- المرضية أو الهدامة
الموقف الديني هو خليط للبدائية الدينية إذا الموقف الديني العام في المجتمع هو مجرد طلاء فوق معتقدات سابقة، وهذا الطلاء هو ركيك أعطى "فروم" مثالا على ذلك هم هنود الحمر في امريكا الجنوبية، واعتناقهم للمسيحية هي مجرد طلاء فوق عاداتهم ومعتقداتهم السابقة، واختلطت المسيحية بهذه المعتقدات . وبهذه الفكرة التي قدمها "فروم" يستنتج أن سطح الإنسان لو تم تخديشه قليلا لأكتشفنا العديد من الأشكال الفردية البدائية للدين والكثير من هذه الأشكال هي أمراض "عصابية" ولو شاء المرء أن يسميها بأسمائها "الدينية" فهي......... • عبادة ألأسلاف • الطوطمية • الفتشية • الطقوسية • عبادة الطهارة
عبادة السلف أو الطوطم تحصيل حاصل إذا فعلا هل نجد عباد السلف؟ . وهل لدينا طوطمية في حضارتنا؟ لدينا منها الحظ الكبير يقول "فروم": "من المؤكد أن عبادة السلف هي واحدة من أكثر العبادات البدائية أنتشارا في مجتمعنا" إذا السلف هو الذي نعبده لماذا؟ لأن كل ما يدور حول طفولتنا من حاجات تكبر معنا تكون متجهة نحو السلف، الذي يكون في معظم الاحيان الملبي لمعظم حاجاتنا، التي نريدها ونتطلبها وهذا ما يشكل هذه العبادة، التي تدور حول السلف هي التي تعطي إطارا للتوجيه ومبدأ موحد للعبادة والسبب يكمن أن ارتباط هذه الحالة تكون، من الناحية العاطفية عكس"العقلية"، وهذا الارتباط قوي جدا لايمكن تجزئته، أو قطعه بسهولة، ألا أذا طرأ تغيير كبير على شخصية المريض بأسرها، وهذا التغيير يجب أن يكون جذريا، بحيث يخرج المريض من سجنهِ الفكري الى حرية تامة في التفكير، الذي بدورهِ يشكل الحب لكي يبلور فكرة توجيهية جديدة نحو التحول التدين الأدنى الى شكل أعلى للتدين.
الدين لاينقذ الإنسان ولكن هنا المتطلبات مختلفة والامور متشقلبة فالدين التوحيدي الذي يجب ان ينقذ الإنسان من الأنتكاس الذي وقع فيهِ في عبادة السلف، لأن عبادة الله تعني إنقاذ الفرد من هذه العبادة المتأصلة في "العاطفة"، ولكن هذا الدين برأي "فروم" قد أنهزم من السلطان الدنيوي وبقوة واضحة، وأخفق الدين في إنقاذ الإنسان الفرد، والسبب يقول "فروم" "لو كانت الكنائس ممثلة لا للحرف الذي نزلت به الوصايا العشر أو القاعدة الذهبية فحسب بل لروح هذه الوصايا." إذا يقف "فروم في موقف المعاكس للدين، ويستنتج أنه ينبغي أن نفصل حاجاتنا التي تكون بدائية عن الدين التقليدي العام القائم منعا للأنهيار الأخلاقي؟.....
تصورات "فروم" للدين التسلطي (وميكانيزم الأسقاط) بما أنه الإنسان تحكمه قوة عاقلة خارجية في الديانات "التأليهية" فهو بكل الأحوال نوع من التسلط، ولكن بحد ذاتها هذه الفكرة لاتشكل التسلط لوحدها، فالإنسان نفسه هو يعتقد أو بالأحرى متأكد من نفسه، بأنه فرد ضعيف وعاجز وتافه الشأن، ولايشعر بالقوة ألا بمقدار ما يكتسبه من الأله ومعونتهِ، عن طريق الطاعة والأستسلام التام لهذا الأله . لأنه أن عصا صار في مصيدة الخطيئة والهذه المصيدة تشكل كل الامور في الأذعان التام للسلطة الخارجة. التي تكون من إله هو المالك الوحيد، لما كان يملكه الإنسان أصلا وهنا يعني " فروم" العقل والحب الذين تم سلبهم من "الإنسان" ؟ بما إن الإنسان يفقر نفسهِ من الحب والفكر إذا الأله هو الذي يملك -بطريقة ميكانيكة التصور- الحب، الحكمة، العدالة . والإنسان محروم طبعا منها، فيصبح فقير وخاوي ويشعر بالضالة، ويصبح عاجزا تماما . فنلاحظ علاقاتهِ تكون ذات طابع الخانع والمشوبة بالماسوشية ومن هنا ينطلق فروم في جملة تلخص هذا الخنوع ويقول "إذ يصبح الإنسان بلا ثقة في أخوانهِ البشر ، وفي نفسهِ ، بلا تجربة لحبهِ الخاص ، وقوة عقلهِ الخاصة.
تصورات "فروم" للدين الإنساني وبالعكس من التسلطية يدور الدين "الإنساني" على العقلانية التامة المتحررة من العاطفة، لأن الإنسان يبدأ ويشعر بقوتهِ ويستطيع أن ينمي قدراتهِ العقلية لتسير في طريق محبة الأخرين كما يحب نفسهِ، وبهذه الطريقة يعرف "الإنسان" موقعهِ بالضبط، واين يريد أن يصل وهذه الموقع يجعله يرتبط بالعالم والمحيط بنمطين يكملان الفرد "كإنسان" الفكر ، الحب . وهدفهِ هذا الفرد هو تحقيق اكبر قدر من القوة لا العجز وتكون عنده الفضيلة الذات (عكس الطاعة) وبهذا يكون المزاج السائد هو الفرح (عكس الشعور بالذنب والحزن). فالاله بالدين الإنساني صورة لذات "الإنسان" العليا ورمز على ما يمكن أن يكون عليه "الإنسان" . وهنا "فروم" يضع المسيحية الأولى في خط "الديانة الإنسانية" ويربط تعاليم السيد المسيح بمبدأ "ملكوت الرب في داخلك" وهذه الاية أوردت تعبير المسيح البسيط والواضح في التفكير الغير تسلطي . وهنا يقول "فروم" فليس الأله رمزا للقدرة على الإنسان، بل رمزا على قوى الإنسان الخاصة ."
تلخيص عام حاولت ان انقل بعض أفكار "إريك فلروم" من خلال كتابهِ "الدين والتحليل النفسي" في هذه السطور القليلة، وأن اختصر حال لسانهِ المتحدث والمنتقد دائما "للسلطوية البدائية" التي تحدث عنها . رغم أن الموقف واسع في التأويل، ولكن "فروم" أراد أن يعمم الأمور، ويأخذ لنفسهِ فسحة يتدخل بها في مجتمعات تكاد تكون في معظمها لاتعرف مالذي تريده، ورغم أن "فروم" يختلف مع "فرويد" الذي أعطى مجال للغريزية والجنس أكثر. لكن فروم في بعض الأحيان يصل الى ما يريد "فرويد" الوصول إليهِ بطريقة أو بأخرى أن كانت الأمور بدائية (طوطمية وعبادة السلف) أو كانت غريزية جنسية ففي كل الأحوال هو الأنتقاد واحد الموجه الى "الإنسان" الممثل الميكانيكي الذي يحتاج ان يصل الى معرفة ذاتهِ الحقيقية وأن ينشي أستقلالية في الحب والفكر ويصل الى "إنسانية" الفرد المتحرر من قيود السلف المتجذرة دائما وهذا التحرر ينشيء السعادة المطلوبة......
إنتهى بمعينة الرب ......... | |
|
Emmanuel ††مشرف منتدى المسيحي††
عدد الرسائل : 99 العمر : 46 الوسام : هوايتي : مهنتي : السٌّمعَة : 2 تقييم : 15 تاريخ التسجيل : 07/10/2007
| موضوع: رد: الدين والتحليل النفسي والسلطوية الدينية الثلاثاء فبراير 24, 2009 3:14 am | |
| كلاام جميل اختى احلى وهذا الفرد العصابي لايهم أن فشل لانه لايستطيع تحقيق اهدافهِ الأساسية في وجودهِ "كأنسان"
يباركك الرب † شكرا على الموضوع وعلى تعبك تحياتي مانو | |
|
a7la_alqoshya ††مشرفـــــــة عامـــــــــة††
عدد الرسائل : 4844 العمر : 34 الموقع : كركوك الحبيبة الوسام : هوايتي : السٌّمعَة : 15 تقييم : 203 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: رد: الدين والتحليل النفسي والسلطوية الدينية الأربعاء فبراير 25, 2009 5:01 am | |
| شكرا مانو على كلامك الرائع ومرورك الجميل | |
|