[size=18]قصة الصليب والعثور عليه
بعد صلب المسيح وقيامته قام يهود متعصبون بردم قبر المخلص ودفن الصلبان الثلاثة (صليب المسيح وصليبا اللصين اليميني واليساري) لإخفاء معالمه نظراًَ للمعجزات التي كانت تحدث بجوار القبر. فاختفى اثر الصليب مذ ذاك ولمدة تناهز قرنين من الزمان. وفي مطلع القرن الرابع ظهر الصليب في السماء لقسطنطين الكبير (القائد الروماني) في حربه ضد عدوه مكسنسيوس قبل المعركة، محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من النور: "بهذه العلامة تغلب" فجعل راية تخفق على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوه، فآمن بالمسيح هو وجنوده. ولما اصبح قسطنطين امبراطوراً على اوروبا بعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وامر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس. بعدها نذرت امه القديسة هيلانة ان تذهب الى اورشليم لنوال بركة الاراضي المقدسة، بالقرب من جبل الجلجلة. فامرت بتنقيب المكان، وتم العثور على 3 صلبان خشبية، ولما لم يستطيعوا تمييز صليب الرب، اقترح القديس كيرلس بطريرك اورشليم بان يختبروا فاعلية الصليب، ولأجل ذلك احضروا ميتاً ووضوعوا عليه احد الصلبان فلم يحدث شيء، وهكذا مع الثاني، وعند الصليب الاخير قام الميت ومجد الله، وبذلك توصلوا الى معرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح.
اما قصة شعلة النار التي نوقدها في عيد الصليب (في بلاد المشرق) فاصلها: ان كانت فِرقَ الجنود المكلفة بالبحث عن الصليب قد اتفقت على اشارة وهي اضرام النار في حال وجَدَت إحداها عود الصليب. وهكذا اضاءت المدينة كلها بوميض الشعلات ساعة ايجاد عود الصليب، وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من ايلول، ولهذا السبب فغننا نحتفل بعيد الصليب بنفس هذا اليوم. كما امر الملك قسطنطين ببناء كنيسة في نفس موضع الصليب على جبل الجلجلة، وسميت بكنيسة القيامة، (وتسمى باللغات الغربية بأسم كنيسة القبر ايضاً) وهي لا تزال موجودة الى يومنا هذا. (وقد عمل احتفال التدشين لمدة يومين متتاليين في 13 و 14 ايلول سنة 335 في نفس ايام اكتشاف الصليب).
و يذكر ان جمعاً غفيراً من الرهبان قد حضر حفل التدشين هذا، قادمين من بين بلاد ما بين النهرين ومن سوريا ومصر واقاليم اخرى، ومابين 40 الى 50 اسقفاً. لابل ان هناك من ذهب الى القول بان حضور الاحتفال كان الزامياً والتخلف عنه كان بمثابة خطيئة جسيمة...). اما في (ق7) فقد حدث وان دخلت جيوش كسرى ملك الفرس الى اورشليم ظافراً، وتم أسر الالوف من المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، واضرمت النار في كنيسة القيامة والكنائس الاخرى بتحريض من اليهود القاطنين في اورشليم، ونجا الصليب المكرم من النار بهمّة المؤمن يزدين، لكنهم اخذوه غنيمة مع جملة ما اخذوا من اموال وذهب ونفائس الى الخزانة الملكية. وبقي الصليب في بلاد فارس حوالي 14 سنة. ولما انتصر هرقل الملك اليوناني على الفرس، تمكن من استرداد ذخيرة عود الصليب ايضا وكان ذلك سنة 628. فاتى الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج ثم اعيد الصليب الى اورشليم من جديد. ومنذ ذلك الحين بقي الصليب في اورشليم. فيما تعقب من زمن، فان الملوك والامراء والمؤمنين المسيحيين بعد ذلك بداوا يطلبون قطعاً من الصليب للاحتفاظ بها كبركة لهم و لبيوتهم وممالكهم. وهكذا لم يتبقَ في يومنا هذا من خشبة عود الصليب الاصلية الا قطعتان، الاولى لا تزال في اورشليم، والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما، وهي معروضة امام الناس للزيارة، لكنها معزولة تماما بالزجاج لمنه المتطفلين من الحاق اي ضرر بها. [/size]
مع تحيات ستيفن