مريم وسر الميلاد
لقد اختار الله هذه الفتاة العذراء كي يصب فيها كنوز النعمة. فالحدث المحوري الذي حوله يتمحور التأريخ ها قد تجسد. ومصير البشرية أخذ يتحقق. الملاك جبرائيل يقف بين يدي مريم ويعرض عليها ان تصير أما لله, واعطت فيها موافقتها لسر الخلاص وقالت
(فليكن لي بحسب قولك)) في تلك اللحظة أنفتح سر الميلاد بالعذراء المباركة في النساء فتصبح شريكة الخلقة الجديدة والحب الاول للعالم وبهذا الحب تعلن نفسها أماً للرب وتحمل العلي . انها الحواء الجديدة التي انبأ عنها العهد القديم. تلك التي ستسحق قوة الشر, انها الوردة التي ستعطي للعالم الثمرة المباركة الموعودة للأباء. انها العذراء التي ستلد عمانوئيل (الله معنا) انها فردوس ادم الجديد وهيكل الله المتجسد.
((ليكن لي بحسب قولك)) بهذه الكلمات تعطي مريم ثقتها بمخطط الله وهذا القبول هو بذرة عالم الجديد.
فمريم تختفي امام سر الخلاص الذي تتيح امومتها له ان يتم فتدعوا الله مخلصها, فالبشارة ثم بالزيارة فهمت مريم بالأيمان ان الله جعل فيها مسكنه بصورة فريدة. فلقد وعت مريم سر جسد وترجمت مشاعرها في نشيدها((تعظم نفسي الرب)) هذا النشيد الرائع الذي تعظم فيه الله في قوته. ألهاً يحب الفقر. انه يريد أن يولد من عذراء فقيرة, فمجده سيظر في التواضع.
ان زيارة الملاك تضفي على مريم طابع القدسية. ان مريم وحيدة مع الله عندما تستقبله. لان ملء الرب حل فيها ولاشيء غيره يستطيع ان يشبعها وسرها هو أن تعطي هذا الأبن الأله للعالم لأنه سيولد من اجل الجميع.
الناس البسطاء الرعاة الطيبون فهموا من نشيد الملائكة ان مخلصا قد ولد لهم. وان هذا الميلاد لابد أن يكون لهم مصدر فرح عظيم. لانه موجه لجميع الشعب فيالها من وحدة رائعة بين الالهي والانساني ومريم بقد ما ترفع امامهم ابن الاله برقة, بقدر ذلك تغوص بنفسها في هذا السر.
ان مريم هي الذاكرة العميقة الصامتة وهي النور الداخلي. فزيارة المجوس هذا الحدث المليء بالمعاني.لان شخصيات كبار أقبلو على اثر ظهور علامة من السماء وهاهم يعلنون إنهم جاءوا يؤدون السجود للوليد, والحال ان هذا المسيح لا يرونه ألا على ذراعي امه.
نحن أيضا في هذا الميلاد الذي نحتفل به ضمن السنة المريمية فمريم اعطت يسوع للعالم فبنا لها يفوق كل الجمال وبحسب عبارة القديس برنردس( ليس ان مريم غير متناهية بل لان محبتنا وثقتنا بها لن تضاهيها البته ماوضعه الله فيها من جمال وصلاح وقوة تهرع ألى معونتنا.
وكما جاء للشاعر الانكليزي المجهول من القرن السادس عشر حين قال:
((لا ورد اجمل وابهى من تلك التي حملت يسوع....هلليلويا
لان في هذه الوردة ضمت السماء والارض في برعم صغير.. فيا للعجب العجائب
فلترنا هذه الوردة بوضوح ألاهاً أوحد بثلاثة اقانيم متساويه الملائكة انشدوا للرعاة
المجد الله في العلى. فلنبتهج لندع جانبا كل هذا المرح الزائل...
ولنبحث عن هذا الطفل الذي هو ينبوع فرحنا. فلنذهب اليه. فأذا ما نلنا نعمة الولوج في سر العذراء مريم وربطنا حياتنا الروحية به لابد أن نتوق بدورنا ألى ان تلد فنحن أيضا بها يهبنا الروح القدس الحياة والحيوية لأنها عروسه لانها تجسد العلاقة المثلى مع الله التي فيها الاب عليها. وهي شريكة الأبن في الغذاء تشركنا في فيضه وتقود خطانا في الكنيسة وتصالحنا مع الحب.