عطر المحبة
عطر المحبة
عطر المحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الـــك وحشــة يــا زائر
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على شاطىء الحب

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لليانا
§عطــــــور وكــــــح§
§عطــــــور وكــــــح§
لليانا


انثى عدد الرسائل : 1616
العمر : 31
الموقع : سوريا
الوسام : على شاطىء الحب Tmqn3
هوايتي : على شاطىء الحب Painti10
مهنتي : على شاطىء الحب Studen10
السٌّمعَة : 6
تقييم : 6
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 17, 2008 12:06 am

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
لاحت لي لحظات الفراق والدمع يترقق في اشتياق والساعات المتبقية أصبحت لحظات متسكعة تمر في حديث لن يتكرر إلا بعد فصول عدة أمني نفسي فيها بلحظات ردة كشفت أوراقي وأشرقت أسبابي هاجت عواطفي فكتبت خواطري وتوجت عيناي بدموع الفراق وكحلت بسواد المذاق فالآن أسافر إلى أمريكا كي أدرس في جامعتها والأحاديث تتناقل في أحوالها .
توجت نظراتي بالحزن " فمهما كانت أيامي جميلة تكون في وطني أجمل ولو كانت قليلة لبلوغ المجد سأعمل بجد ولحصول الشرف سأعمل الحرف " هكذا حادثت نفسي وأنا في بداية المشوار الصعب . وصلـت الطـائرة إلى العاصمـة الأمـريكية " واشنطن " ثم استقللت أخرى إلى " فلوريدا " حيــث اسـتقبلني المنـدوب الخاص بالجامـعة -كما قال لنا منظم البعثة السعودية . ذهبت إلى السكن الخاص بالجامعة وبدأت الدراسة فكان جل اهتمامي ينحصر نحو الدراسة فكنت أراجع كل ما آخذه من الدكتور بالجامعة بعد أن اجتزت اختبار " التوفل " بنجاح .
وقد كنت من النوع الهادئ -نسبياً - فإجازاتي أغلبها كانت جوار البحر استمع إلى إحدى السيمفونيات الهادئة وأراقب شروق الشمس أراقب الأمواج الراقصة وأحلم الأحلام الرائعة لم أكن ذو اختلاط كبير فأصدقائي يعـدون على عدد شهور السنة كما لم أكن أحبذ الاختلاط بالفتيـات كباقي الشبان.
ولكن كانت هناك فتاة وحيدة تراقب شروق الشمس وتشغف بطيور الحياة الغناء وتستمع لهديل البلابل وتلحظ النوارس على الشاطئ . كانت تقف وحـيدة وشعرها الحريري يتطاير على شفتيها الورديتين وعلى عيناها البراقتين . كنت أراها كل يوم أذهب فيه إلى الشاطئ لقضاء الإجازة الأسبوعية . جلست على هذا الحال مدة لست أذكر زمنها بالتحديد ، كنت أذهب إلى الشاطئ رغبة في رؤيتها؛ولم أكن أعلم لماذا؟! وفي ذات يوم أخذت الاستريو وجلست على الكراسي الموجودة لمحتها كالعادة كأن الشمس وهي منبثقة قد عكست ابتسامتها الساحرة وبريقها الفتان على سطحها لتنير الدنيا.ذهبت لها وأنا أحس أنني مشدود إليها أكثر من أي وقت آخر -ورغم معاهدتي أمام الله على عدم مصادقة أي فتاة أمريكية إلا أنني لم أستطع مقاومة تلك الأحاسيس وكأنني أعرفها منذ وقت طويل . اقتربت منها وقلت لها: الشمس رائعة أليس كذلك ؟ قالت : بلى . فقلت لها : هل تسمحين لي بدعوتك إلى الجلوس في ذلك المقعد ؟ قالت : شكراً ولكنني أشعر براحة هنا . قلت لنفسي : عجباً إن الفتيات الأمريكيات ليسو كذلك ! ثم قلت لها : أترك لك حرية الاختيار ولكن أرجو ألا ترددي لحظة واحدة إذا أردتي ذلك . لم أنسى حتى لحظة كتابة هذه السطور تلك الابتسامة المشجعة وهي تقول : أشكرك . انصرفت و جلست على المقعد وأنا أفكر بعمق : أهي رغبتي في الخروج من عزلتي ؟ أم ماذا ؟ أخذت الأفكار تتصارع في عقلي إلا أنني استقريت أخيراً على نسيان الأمر تماماً، لكن صورتها لم تفارق مخيلتي أبداً و كنت كلما ذهبت إلى البحر كان يزيدني تذكيراً بها وكلما حاولت نسيانها زادت من لهفتي لها ، كانت أفكاري أشبه بالعاصفة المدمرة بين نسيها وذكراها " إذا سمحت ! " أفقت من شرودي على صوت ودودي فنظرت لصاحبها - أو صاحبتها بالأصح - فوجدتها هي ، اعتدلت بتلقائية وقلت لها: مرحباً أيتها الفتّانة . ابتسمت في حياء وقالت : هل يمكنني الجلوس معك ؟ قلت : وهل يحتاج هذا إلى سؤال ؟! طبعاً تفضلي . كانت جميع تصرفاتي تلقائية . جلست جواري فتسارعت نبضاتي وازدادت حرارتي وكانت الموسيقى ترسل دقاتها وتنظم نغماتها مما جعلني في دمار تام . جلست جواري ساعة مرت كلحظات وأنا اختلس النظرات . ثم وقفت وقالت : أتمـنى ألا أكون قد أثقلت عليك بجلوسي معك . قلت بسرعة : لا أبداً. قالت : أتمنى لك ليلة هانئة يا سيد.. قلت بسرعة : أمجد ..أمجد فقط .قالت: يا..يا أمجد. فقلت : أتمنى لك ليلة سعيدة . ثم قلت : أنا أجلس هنا يوم الإجازة فهل ستأتين مرة أخرى ؟ ترددت ثم قالت : ربما . ثم انصرفت ومازالت نظراتي تسابق خطاها حتى تلاشت في الأفق . ثم حادثت نفسي : ماذا يصيبني حينما أقابلها ؟ كأنها سكرتني ! ثم بدأت أشك لأول مرة في حياتي أنني أحب . وفي اليوم التالي ذهبت إلى كبائن الاتصالات الدولية واتصلت بأهلي رغم أن الكلام قد انتهى ولكنني لا أريد أن أقفل سماعة الهاتف وفي النهاية أقفلتها وأنا حزين ثم اتصلت بصديقي باسم وتحادثنا في أمور عدة ثم حكيت له موضوع الفتاة فقال ضاحكاً : ألم أقل لك أن كل بشري يجب أن يحب ولكنك لم تصدقني و.. قلت له مقاطعا : في النهاية أريد أن أعرف هل ..هل أحببت فعلاً ؟ أم ماذا ؟ قال: في الحقيقة أعتقد أنك أحببتها ورغم أنها أمريكية الجنسية إلا أن الحب لا يهتم بصغير أو كبير أو إلى اختلاف جنسية العاشقين ثم إنك لا تشك إلى في الأمور التي تكون متأكداً منها . ثم تحدثنا في مواضيع أخرى ومن ثم أقفلت السماعة والعواصف تعصف برأسي . ثم قررت أن أكتب لها رسالة فكتبت لها:
بعد السـلام أهدي إليك أغلى الكلام . ربما أنني أخاطر بكـتابة هذه الرسالة فإما تموت بسببها أشلاء الأفكار المتبقية من صراع بين ذكراك ومحاولة نسيانك - خوفاً عليك -. وإما أن تنقذيني في السكر في عينيك ومن السحر في شفتيك الذي لن يكفي لوصفه بيت أحد الشعراء :
أصلي فلا أدري إذا ما ذكرتها اثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
اعتقد وبعد هذه المقدمة الطويلة أنك فهمت نفحات من حديثي المعطر بورود الحب . وفي الختام أعتذر عن كل كلمة أساءت إلى مشاعرك كما أرجو ألا تغضبي فلو جربت سكرات العشق ما كنت لتغضبي .
لك خالص الأمنيات بالسلام أتوجها لك بالمحبة والغرام
مؤرخ الحب :
أمجد

جلست أراقب الثواني واللحظات وأعدها في لهفة وشوق ليم الإجازة - لرؤيتها - وعندما جاء اليوم المرتقب ذهبت إلى نفس المكان وفي نفس الزمان الذي تقابلنا فيه وانتظرت ولكنها لم تأت واستمر هذا السيناريو لمدة ثلاثة أسابيع متوالية وكانت الرسالة تزيد إضرام نار العشق في قلبي و كأن الزمان ما هو إلا وقود لتلك النار و.." هل يمكنني الجلوس جوارك " التفت لصاحب العبارة - أو بالأصح لصاحبة العبارة فوجدتها هي فقلت والفرح منبع كلماتي وحروفي : أبداً إنك بذلك تخرجينني من وحدتي . وتكرر ذلك الفلم الصامت لا شيْ سوى الصمت تتخللها الموسيقي التي تبعث شذاها في كل حد وصوب و في النهاية وقفت وقالت : سأتركك الآن فوداعاً . تخبطت أفكاري ، كيف أوصل لها الرسالة ؟ ولبث أن اختمرت في رأسي فكرة بسرعة الضوء . مددت يدي لمصافحتها وأنا أقول :لا تقولي وداعاً فلربما تمنن علينا القدر بلقاء آخر وإنما قولي إلى اللقاء . صافحتني وما لبث أن التمعت عيناها ببريق عجيب فقد كان بيدي الرسالة رسالة الغرام . ثم قالت : إذاً إلى اللقاء . أخذت الرسالة وذهبت .
وبينما أجمع حاجياتي للذهاب إلى السكن لمحت رسالة فتحتها بسرعة فكانت من آخر شخص أتوقعه كانت من الفاتنة حيث كتبت :
قد أكون خاطئة بكتابتي لهذه الرسالة لكنني صبرت حتى مل الصبر مني . فقد كنت وحيدة طوال عمري عديمة الصديقات- إلا القلائل - ولم أكن أتصادق مع الفتيان لأنني لا أحب التفاهة . ولسبب لا أعلم ما هو انجذبت إليـك فأرجو منـك أن تتـقـبل باقـة من الزهـور المعطـرة برائـحة الصداقة الخاصة فقط الصداقة الخالصة .
" ملاك "

لم يندم إنسان في الدنيا مثلما ندمت لقد أخطأت خطأ لن يمكن إصلاحه ، حينها فقط أدركت أنني عاشق بل إن كلمة عاشق هي أقل كلمة لوصف حالتي التي لا تتوقف عن زخ قطرات العشق. ذهبت كعادتي إلى البحر والقلق ما هو إلا دم يسري في عروقي . وكان تفكيري سابحاً في أسئلة : كيف أجدها ؟ وأين أجدها ؟ وبأي وجه أقابلها بعدما كتبت لها تلك الرسالة ؟ وأخذت أتصورها معي نجوب الأراضي والطرقات وننطلق لعصـور قيس وليلى وعنترة وعبلة وحتى روميو وجوليت . أخذت الدموع تترقق كما الثلوج تتساقط كحبيبات من اللؤلؤ . " معذرة " كادت حواسي كلها أن تتوقف من شدة الفرح حيث كانت تتخذ مقعداً جواري ثم قالت : أراك تبكي فهل أستطيع أن أساعدك ؟ قلت لها والفرح يقفز من أهداب رموشي : أبداً لكن .. أقصد بشأن الرسالة .. أعني .. قالت : إننا مجرد صديقان . قلت لها وكأن إجابتها قد أزالت حيرتي وارتباكي : نعم إننا كذلك . ثم قالت : أمجد ما رأيك أن تحدثني عن اهتماماتك ما تحبه ما تكرهه ؟ قلت بسرعة : حسناً . ثم توقفت برهة وقلت : أحب ضوء القمر عندما يكون مكتملاً وهو يرسل إنعكاسة وجهـ.. فابتسمت ابتسامة ممزوجة بنظرة عتاب لم أرى أحلى منها فأكملت بسرعة : إنعكاسة الدنيا المرحة المليئة بصفاء روح المحبين والمحبات . نظرت لي بنفس النظرة مع نظرة استنكارية ، فقلت والابتسامة تزين ثغري : لم أقل سوى عن أولئك . قالت وكان صوتها يحمل تلك اللهجة الاستنكارية :عـــن أولئك أم م م ! كانت الابتسامة هي عنوانها فلو لم تكن مبتسمة لام أشرق الدنيا صباح ولا أمسى عليها مساء . لو غنيت أغاني الدنيا كلها ما كانت كافية لوصف تلك اللحظات . " أمجد ..أمجد " التفت بسرعة وكأنني أفقت من حلم طويل فقالت : محظوظ من يشغلك عنا . قلت لها : بل أنا المحظوظ لأنني أفكر فيه . كان قصدي واضحاً فتلاقت نظراتنا ثم أشاحت بوجهها ناحية القمر و البحر حيث يتراقص خـيالهما على الأعين فقالت : دعنا من هذا الحديث . فقلت : إن كنت قد ضايقتك بالحديث في هذا الموضوع فلن أتحدث عنه إطلاقاً . فقالت بسرعة ولهفة : لا. ثم تنبهت إلى أنها مندفعة في حديثها فقالت : أقصد لا تشغل بالك بالأمر . فقلت لها-كي أنقذها من الموقف - ونظراتي كالسهام التي تذرف الحب : لقد تحدثت بما فيه الكفاية عن نفسي أما الآن فإني أتعطش لسماع اهتماماتك . قالت : أنا مثلك حيث لم تكن لي صديقات كثيرات أما أصدقائي الحقيقيون هم البحر والقمر و الشمس عندما تخرج من مياه البحار لترسل عقوداً من لآلئ ضوئها الوهاج وحينا تهب نسمات الرياح لتحمل تنهيدات الحـ.. أقصد تنهيدات المشاكل . بعدها تنهدت تنهيدة طويلة خرجت من أعماق صدرها ، ولكن تلك التنهيدة تختلف عن أي واحدة أخرى ولما كنت قد أطلقتها فقد عرفتها كانت تنهيدة حب .
كان من حسن حظي أن اليوم التالي كان عيد " الكريسمس " الأمريكي وبالتالي كان إجازة فجلسنا سويةً وقد أحضرت لها عقداً صرفت أغلب ما أملكه من مال وأهديته لها أما هي فقد أحضرت لي ورقة مطوية صغيرة كان مكتوب بها كلمة من أربعة حروف " أحبك " وتحتها اسمها " ملاك " . نظرت لها نظرة غير مصدقة وهي تبتسم ابتسامة غير مصدقة فكدت حينها أن أضمها إلى صدري ولكن خوفي على كرامتها منعاني من ذلك . لقد كانت تلك الهدية بمثابة مال قارون بل وأكثر . ثم قالت :كنت محتارة هل أحببتك بالفعل فأنا أن أخشى أن أندم فيما بعد . قلت لها : لن تندمي لأنني أعشقك كما يعشق القلب الجسم و كعشق الريش للسهم . أطير معك يا حياتي على يدك سرقت نجاتي . عشقي لا يمكن إيصاله بالحوار ولا يمكن وصفه ولو بعد ألف نهار حديثي من قلب إلى قلب وعشقي مسافة هند إلى حلب . لوصفك يحير الرسامين في رسمه ولسحرك يُـغْمي الحوريات في رقه . أحبك وأهواك وأتمنى لقياك ولو كنت جـواري لكان حبك هو سواري . قالت : أحبك كحب الضوء للقمر و كالولهان للسهر . أمني لحظاتي بكلماتي . أزين حياتي بعباراتي عبارات حبي وشكر ربي . ولو وضعنا حب العشاق ولحظات الفراق في بحار من سراب لما قورنت بحبي العذاب . قلت لها : أعذب للحظات الفراق . قالت : تنسكب دموعي اشتياق . قلت : أغني بك في المحافل . قالت : أراك في كل السواحل . قلت : وجهك ساطع الخيال .قالت :جملك قزح الشلال . قلت : لشمس تحرقيني بحبك أنقذتني . قالت : قلبي حصن منيع زينته بفصل الربيع . قلت: دمرتني بهمسك . قالت : أحييتني باسمك . قلت : نظمت شِعْرِيِ بأوتار شَعْرِيِ . قالت : رسمت لوحتي بألوان محبتي . قلت : عاشق حائر . قالت : جفني ساهر . قلت : وجهك يحول الساعات لثواني . قالت : حبك يداوي آلاف الموالي . قلت : عباراتي كانت صعبة المنال . قالت : نلتها من فوق الهلال . قلت : لأنك قمر النهار . قالت : وجدتها عبارات أحلى من نغم المزمار . قلت : سَحَرْتِنيِ.قالت : أضعتني . قلت : أسكرتني . قالت : عصفتني . قلت : رويتني بعبير عشقك . قالت : أسهرتني في بساتين حبك . قلت : أشعلـت شمعاتي بتنهيداتي . قالت : أحييت ورودي بعبارات عشقي . قلت : أتعطش لقطرات الهوى . قالت : ليل حبي عوى . قلت : لا أجد الكلمات لتعبير مشـاعري . قالت : حديثك أحلى من سوسن خواطري . قلت : حديث لا ينتهي وعشق لا ينجلي . فقالت : حياتي لك يا عمري . ثم صمتنا وكلماتنا ترى في أعيننا وهمساتي تسمع في تنهيداتي . إلى أن قالت : أمجد أخاف أن أتأخر فإلى اللقاء . قلت بسرعة : غداً في نفس الزمان والمكان . قالت : بالتـأكيد . فأهديتها رسالة قلبية ممزوجة بسائل من الفرح و سائل من التوديع .
رجعت إلى الجامعة والحب مكحل ومزين دنياي حتى آخرها . مرت الساعات بطيئة إلى أن جاء اليوم المرتقب الذي ألفت فيه كتب من نفحات كلمات العشق و بدأنا برسل العبارات و الأحاسيس على ألسنتنا فقلت : أفتقدك يا عمري ولو كنت جواري . قـالت : أراك يـا شـمـسي ولو سُرقت حياتي . قلت : أسطورة حبي لك تحكيها الأمم . قالـت : أراها في كل القمم . قلت : أنت آخر حد لتحديد الجمـال . قالت : أنت ليس لك مثال . قلت : رمزك رمز الخلود . قالت : شجاعتك شجاعـة الأسود . قلت : حيـاتي جوارك جنة الخلود . قالت : بعدي عنك جحيم العبود . قلت : لو جمع السحرة لما أتوا بأجمل منك . قالت : لو تقابل الشعراء لما قالوا أفضل منك . قلت : تأخذ الشمس بريقها منك . قالت : تستمد الدنيا دفئها عنك . ثم قلنا كلاماً تلحنه على الفور العصافير والبلابل و أصـوات الكنار ثم قامت وودعتني .
جاء الأسبوع الثاني وأنا عازم على السفر و الرجوع لبلادي بعدما انتهيت من دراستي وعزمت أيضاً على مفاتحتها في موضوع الزواج وتقابلنا وتكرر نفس السيـناريو السابق من عبارات العشق . ثم قالت : أريد أن أخبرك أمراً يا أمجد لكنني أرجو منك ألا تحزن لما سأتفوه به رغماً عني . ثم بدأت تذرف دمعاتها . فقلت لها : ملاك هل تبكين ؟! أخبريني يا حبيبتي بأي شيء فلو أمرت شفتاك بإعدامي لفرحت . قالت بلهجة عتاب : لا تقل هذا الكلام مرة أخرى . قلت : أتخافين على؟! فابتسمت ابتسامة مريرة وقالت بأسى : لن نستطيع أن نتزوج . كان قولها أشبه بقنبلة شتّت التركيز من عقلي فالتفت لها والرعب والدهشة تملآني ثم قلت : لماذا ؟! هل ..؟! ولكن .. هل قصرت في حبي لك ؟أم ..قالت بسرعة : لا أبداً ولكن من عاداتنا أن نتزوج من الأغراب من خارج البلاد . قلت وقد تذكرت عاداتنا نحن أيضاً ثم قلت بنفس المرارة : التي تكلمت هي بها : غريبة إنها نفس عاداتنا ولكن .. قالت وهي تذرف الدمع : ولكن ماذا ؟ إن الأفضل لنا أن نفـترق . قلت : مستحيل . قالت و هي تبكي : أمجد .. ثم جرت وهي تمسح دموعها ورمت لي صورة لها وجعلتني أغرق في بحور من التوتر و الحزن ، كنت فرحاً لأنني انتهيت من دراستي ولكن الحزن الذي كساني قلب ثقل فرحتي حزناً ورجعت إلى الجامعـة ثم حجـزت على طائرة الغـد وكتبت لها رسالة أقول فيـها :
حينما تبكي الدموع وحينما تهتز أشجار الخريف بتلك العاصفة التي نثرت شهلة بيكاتك السوداء على شفتيك ، حينها فقط يعرف الألم أنه الحبر الذي أكتب رسالتي الثانية والأخيرة ، رسالة الوداع تلك الكلمة التي حطمت قصصاً من خلاصة الحياة المجردة من معنى السعادة التي ذهبت أدراج الرياح ولم تعد حتى لملمت أشلائها أوراق التاريخ على صفحات ما هي إلا إهانة لهذه القصص التي يجب أن توضع في شطائر من الذهب ووريقات من الماس تلك القصص التي وضعت في أعلاها قصتي رغم أنها لم تنته فبعد نفحات من جنون ليلى وليالي من عشق روميو التي سطرتها لك في كلماتي بعد هذا كله أودعك على ورقة مطعمة بأقسى حالات الألم أودعك على مائدة سكينها العادات والتقاليد .
مؤرخ الحب :
أمجد

وبعد أن كتبت هذه الرسالة بحثت عن مسكنها إلى أن علمت أنها تسكن في السكن الجامعي . فذهبت إلى هناك ووضعت الرسالة من تحت عقب الباب ودققته وذهبت من وراء النافذة لأرى ماذا ستفعل . أخذت الرسالة وفتحتها في حرص وقرأتها ثم بدأت عيناها تدمع ثم وصلت إلى مرحلة البكاء وكانت تتنهد بعنف ولكنها مصرة على إكمال القراءة وبعد أن انتهت أصابتها نوبة بكاء حادة جداً فلم أستطع أن أتحمل أكثر فقد خشيت أن يظهر صوتي لها وأنا أبكي بدموع من دم .
رجعت إلى البلاد وأنا والحزن كالصديقان لا نفترق وكنت أتذكر أحداث الماضي والدمعة تترقق واحدة بعد الأخرى . وفي إحدى الأيام جاءت والدتي وجلست جواري وقالت في صـوت خافت : أمجد لقد رأيت لك عروس يغار الجمـال منها . قلت لها وأنا أتذكرها : لا أريد أن أتزوج . قالت : لماذا ؟ إنهم يرحبون بك عريساً لها . قلت لها : لي أسبابي . فأخذت تلح علي حتى أخبرتها بالقصة ثم أريتها صورتها فأخذت الصورة وقالت : ولكن هذه..؟! ثم أخذت الصورة وتركتني في حزني . وفي اليوم التالي جاءت وقالت : أمجد هل تخدمني خدمة ؟ قلت : بالطبع . قالت : أريدك أن تتزوج الفتاة التي أخبرتك عنها لأجلي فقط إذا كنت تريد رضاي . قلت : وكيف أكون سعيداً معها ؟! ثم إن قلبي لن يكون مملوكاً لها وإنما لأخرى . قالت : هل تريد أن أموت وأن غير راضية عنك ؟! قلت : أمي أرجوك لا تربطي شيئاً بآخر . قالت : ألا تريدني أن أرى أحفادي ؟! ثم إلى متى ستظل تفكر بها ؟! إلى أن تموت ؟! أريد الجواب الآن وفوريا . قلت : أمهليني يوماً للتفكير. قالت : أبداً . قلت بأسى : حسناً سأفعل ما تريدين . فقالت : هكذا يكون الابن الحق . ثم أردفت : في يوم الزواج سأهديك هدية لن يمكنك أن تتخيلها أبداً . قلت : لو منحتوني كل كنوز فلن تحطم حزني . قالت : إن كلمة أمك لن تنزل الأرض أبداً . ثم ذهبت يوم الخطبة وأتقنت دور السعيد فلقد تخيلت نفسي أخطب حبيبتي ، ومن سوء الحظ أن اسم خطيبتي كان ملاك حيث أنها ستذكرني بها دائماً .
وجاء يوم عقد القِرَان ولم أكن قد رأيت عروسي ثم جلست على كرسي الزفاف ورأيتها ومع أول لمحة قلت : يا لرب السموات . وندت منها صرخة خافتة ومكتومة ثم قلت : ملاك ؟! وقالت : أمجد ؟! في نفس الوقت حيث لم تكن تجلس بجواري إلا أميرتي الحسناء وقد تلاشت من على أعيننا نظرات الدهشة والذهول وحل محلها نظرات حـب حتى الموت . ثم قالت : ولكن هل تقدمت لأهلي هنا فوافقوا ؟! أم ماذا ؟! على الرغم من أن عادتنا تمنع الزواج من خارج البلاد ! ثم لماذا أصرت علي والدتي أن نتزوج ؟! فقلت بنفس الدهشة : غريبة إن الأمر يبدو أنه متطابق من جميع النواحي مع أحداثي كأنك تتكلمين بلساني . ثم قلت : هنالك سر ! ثم بدأت أضحك ثم تزايد ذلك حتى قالت لي : ماذا حدث ؟ قلت : يبدو أن الأمر بسيط جداً فلقد كان حديثنا باللغة الإنجليزية رغم أننا كنا ننتمي لنفس البلد . فغرقنا في الضحك . ثم جاءت والدتي وقالت : ألم أقل لك أن كلامي لن ينزل الأرض فهاهي هديتي الثمينة . فقلت : أشكرك يا أغلى أم في الدنيا حقاً ما أفود طاعة الوالدين . فقالت : لقد ضغطنا عليكما أنا ووالدتها بشدة ولكننا كنا نقصد إلا سعادتكما وأنا آسفة لأنني قطعت عليكما حديثكما فاستمتعا به . ثم ذهبت وكانت بذلك قد وفت بوعدها الذي لا ينسى.
مقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dyra 3laya
§عطــــــور جديــــــــد§
§عطــــــور جديــــــــد§
dyra 3laya


ذكر عدد الرسائل : 72
العمر : 46
الموقع : هــولــنــدا
هوايتي : على شاطىء الحب Sports10
مهنتي : على شاطىء الحب Studen10
السٌّمعَة : 0
تقييم : 0
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 17, 2008 5:36 pm

يسلموا عاشت الايادي على الكلمات الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alqosh.net
a7la_alqoshya
††مشرفـــــــة عامـــــــــة††
††مشرفـــــــة عامـــــــــة††
a7la_alqoshya


انثى عدد الرسائل : 4844
العمر : 33
الموقع : كركوك الحبيبة
الوسام : على شاطىء الحب E2be5210
هوايتي : على شاطىء الحب Sports10
السٌّمعَة : 15
تقييم : 203
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2008 12:07 am

مشكورة لبي عالكلمات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لليانا
§عطــــــور وكــــــح§
§عطــــــور وكــــــح§
لليانا


انثى عدد الرسائل : 1616
العمر : 31
الموقع : سوريا
الوسام : على شاطىء الحب Tmqn3
هوايتي : على شاطىء الحب Painti10
مهنتي : على شاطىء الحب Studen10
السٌّمعَة : 6
تقييم : 6
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2008 1:30 am

شكرأ على المرور الحلوة يا اخاواني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالخميس يوليو 31, 2008 12:03 pm

على شاطىء الحب BPo75165


.........* ..*
........*.........*
.....*...............*
...*....................*
..*......................*
.*........................*.........*....*
*.........................*...*..............*
.*.........................*...................*
..*.........................*................*
...*.......................................*
.....*..................................*
........*...........................*
...........*......................*
...............*...............*
..................*..........*
.....................*.....*
......................*..*
........................*
........................*
.......................*
........................*
..........................*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لليانا
§عطــــــور وكــــــح§
§عطــــــور وكــــــح§
لليانا


انثى عدد الرسائل : 1616
العمر : 31
الموقع : سوريا
الوسام : على شاطىء الحب Tmqn3
هوايتي : على شاطىء الحب Painti10
مهنتي : على شاطىء الحب Studen10
السٌّمعَة : 6
تقييم : 6
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

على شاطىء الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: على شاطىء الحب   على شاطىء الحب I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 01, 2008 7:07 pm

يسلمو على المرور الحلووووووووووووووووووووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على شاطىء الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قبل (~الحب~) وبعد (~الحب~) وعند (~الحب)
» ليـــس من يتكلم عن الحب ... كمن يتألم من الحب.
» ليس من يتكلم عن الحب مثل اللي يتالم من الحب
» ليـــس من يتكلم عن الحب ... كمن يتألم من الحب.
» ليس من يتكلم عن الحب كمن يتألم من الحب ..!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عطر المحبة :: (¯`·._.·[المنتديــــات الادبيــــــة]·._.·`¯) :: ملتقى القصص و الروايات-
انتقل الى: